عند الغسق، عندما يُنير القمر المكتمل الليل، تستيقظ زهرة في ضوء هذا النجم الصامت. يُشعّ نبات الأوسمانثوس حلاوةً غير متوقعة. تصعد أزهاره الرقيقة نحو السماء، مُشكّلةً تنسيقًا زهريًا سماويًا مُضاءً بأشعة فضية. يُداعب أنفاسه الهواء بلطف، مُشبعًا بنفحة رقيقة من الجلد، ممزوجة بحلاوة فاكهية المشمش ودفء الزعفران الذهبي. يتضاءل التوهج تدريجيًا، وتُعلن السماء عن وصول الفجر، بينما تتلاشى الزهرة، تاركةً وراءها أثرًا ناعمًا مخمليًا، كبصمة قدم غير مرئية في هواء الصباح اللطيف. يُردد عطر فلور دي لون صدى هذه القصة الصامتة. عطر وُلد من لحظة مُعلقة في الزمن، مُلتقطًا جمال الطبيعة العابر في أجمل حالاته، في اللحظة التي يسمح فيها لنفسه بالتأمل.